القائمة الرئيسية

الصفحات

سيرة النبي موسى عليه السلام كليم الله


سيرة النبي موسى عليه السلام كليم الله
وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً [النساء : 164]
ولد النبي موسى عليه السلام  في مصر منتسبًا إلى بني إسرائيل في الجيل الرابع بعد الهجرة في زمن النبي يوسف عليه السلام ,وهو من نسل إبراهيم عليه السلام "وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [الأنعام : 84]
  والده هو لاوي ابن يعقوب و أمه يوكابد , آتاه الله تعالى النبوة وبشر بها أمه وآتاه قوة وسلطان عظيمين " وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً [النساء : 153]وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [البقرة : 53]
تمت ولادة موسى في ظروف صعبة كما ذكر القرآن ، فبعد أربعة أجيال من هجرة آل يعقوب إلى مصر توالدوا وكثروا مما سبب خوفًا لملك مصر خشية انضمامهم للأعداء حال نشوب حرب أو منازعتهم في ملك الأرض، لذلك أمر الملك باستعبادهم ومرّروا حياتهم بعبودية قاسية لاحقًا، فأمر الملك القابلات بقتل الذكور من بني إسرائيل تخلصًا منهم وضبطًا لنموهم العددي فتخوفت أم موسى عليه، فخبأته لمدة ما ولما أدركت عجزها عن مواراته مدة أطول، وضعته في سلّ من القصب لاالمطلي بالزفت وقذفت به في نهر النيل الذي ساق سلته الى جوار بيت فرعون فلما وقع نظر زوجة فرعون عليه (وقيل ابنته في التوراة) طلبت لزوجها أن تتخذه ولدا وقد كانت عاقر بلا ولد, دعته "موسى" والتي تعني حرفيًا المنتشل من الماء. فطلبت مرضعته لترضعه فأبى الوليد كل المراضع ومن حيث كانت أخته مريم ترقبه دلت زوجة فرعون على مرضعة فجلبت أمه التي رعته وأرضعته حتى كبر وتربى في كنف فرعون حتى كان يوم مقتله لمصري غير يهودي فخاف القصاص وفر هاربا إلى مدين وهو في الأربعين من عمرة حيث التقى النبي شعيب عليه السلام وتزوج ابنته وعاد بها الى مصر بعد ثماني أعوام من عمله في سقاية رعي شعيب .
موسى (بالعبرية: מֹשֶׁה، موشيه)، حسب التوراة وهو النبي كليم الله ذو أكبر ذكر في القرآن حيث ذكر 135 مرة بالاسم العلم في القرآن منها 19 مره في سورة الأعراف و18 في سورة القصص و17 في سورة طه 13 مرة في سورة البقرة  وهو مخلص بنو اسرائيل من عبودية فرعون مصر "أرض العبودية"،ومشترع  الوصايا العشر التي نجدها منقوشة على لوحين في جبل حوريب , والتي تشكل الأساس التشريعي الأبرز في التراث اليهودي المسيحي.ولقد عانى موسى الكثير من بني إسرائيل تكذيبا وكفرا "....ِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ [البقرة : 87]
ارتبط ذكره في القرآن بذكر شقيقه الأكبر هارون، والذي كان نبيًا مثله، ومعاونًا له في رسالته.فتكرر ذكرهما معا 13 مرة . ومن اشتهر من آل موسى عدد من الشخصيات القرآنية الأخرى أخته مريم العذراء والدة المسيح عيسى عليهما السلام .
قص القرآن مخبرا في الإعجاز الغيبي عددا من القصص التي تناولت سيرة موسى عليه السلام في مراحل عمرة منذ الولادة الى النهاية كقصة إلقاءه في البحر رضيعا والتقاط زوجة فرعون له وقصة رضاعته من أمه  ثم قتله المصري الذي ليس من شيعته وهروبه من مصر وقصة البقرة الصفراء ولقاءة بالنبي شعيب وزواجه من ابنته ثم عودته الى مصر لهداية فرعون وإعجازه في السحر" ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ [الأعراف : 103] كذلك قصة تكليمه لربه بالوادي المقدس طوى ثم لقاءه فرعون  وقصة يوم الزينة ومعجزة شقّ البحر الأحمر، والعصا التي تحولت إلى أفعى، وكذلك قصة الخضر عليه السلاموغيرها.
وفاة موسى جائت وهو "ابن مئة وعشرين سنة والله أعلم بالحق وقُسم عمره إلى ثلاث أربعينات، الأولى في مصر، والثانية في مدين، والثالثة في تيه سيناء, وقد  وُصف عليه السلام بالحسن والجمال منذ طفولته،رغم أن يهود عابوا عليه تشوها في جسده كونه لم يخلع ملابسه أمام أحد قط حتى شاء الله تعالى رد كيدهم فأطار باليح رداءه يوما حتى رآه الناس فامتنعت الاشاعات بعد هذه الرؤية, أما على الصعيد الديني فقد وصف "بالأمين في كل بيت الله"،كما وُصف النبي محمد من بعده في قومه , و يعتبر كمثله نبيًا من أولي العزم من الرسل ، والشخصية الأكثر ذكرًا في القرآن.
على صعيد حصر الأحداث الموسوية في حقبة زمنية معينة، فإنّ الربانيين اليهود قد حددوا الفترة ما بين 1391 - 1271 قبل الميلاد فترةً للنشاط الموسوي، بعض المراجع الأخرى المسيحية واليهودية تفترض تاريخًا أحدث أو أقدم لما اقترحه الربانيون؛ فتعيده للقرن الخامس عشر أو تقربه للقرن الحادي عشر قبل الميلاد؛ ولعل الفرعون رمسيس الثاني هو الأكثر ترجيحًا لأن يكون فرعون - موسى.
رغم تربية موسى المصريّة، لم ينس بني قومه المضطهدين فكانت نقطة الافتراق القرآنية بين موسى وآل فرعون حين خرج موسى ليتفقد أحوال بنو قومه  فرأى رجلاً مصريًا يضرب رجلاً عبرانيًا، فقتل المصري حتى تكرر المشهد مع ذات الرجل فشاء أن يردعه فهدد الرجل بكشف سره مما أخاف موسى بعد أن انذره رجل عجوز من قومه أن القوم يأتمرون لقتله , فقرر الهرب حتى وصل مدين . غير أن الحادث قد انكشف، وأدرك موسى الأمر في اليوم التالي، إذ سمع أن فرعون أمر أن يُقتل، فهرب من مصر إلى أرض مديان، والتي تقابل في المعايير المعاصرة الأقصى الجنوبي الشرقي لشبه جزيرة سيناء، وإذ جلس عند البئر،شاهد فتاتيت لاتسقيان وتذودان عن الماء فسقا لهما فدعاه أبوهما شعيب عليه السلام لاستئجارة تسع أعوام مقابل أن يزوجه إحدى بناته .
وتزوج موسى من ابنة شعيب واستأذن للعودة لبلده مصر وفي الطريق شاهد نارا أو نورا فاجلس زوجته حتى يأتيها بقبس للدفء ولما وصل وادي طوى كلمه الله تعالى وأبلغه بالنبوة وارسله واخاه هارون الى فرعون ليهدية للايمان ويخلص بنو قومه موسى كليم الله :-
ذكر القرآن ان الله تعالى نادى موسى بالوادي المقدس طوى (وادي في سيناء التابعة لمصر بجوار جبل الطور في سيناء) وأوحى اليه بأولى المعجزات العصا الحية واليد البيضاء كمعجزات لفرعون , يعتبر حديث العليقة واحدًا من أهم النصوص الكتابية في التراث اليهودي - المسيحي، وتقول القصة التوراتية وهي قريبة الشبة بالقصة القرآنية أن موسى رأى شجرة عليق تشتعل بها النار دون أن تحترق، وحين رآها خرج الصوت من وسط العليقة : "وقال، موسى موسى , فقال:- ها أنذا، فقال لا تقترب إلى ههنا، واخلع نعليك من رجليك، لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة "،[ خر 4:3] استشعر موسى الخوف، فأخبره الإله بوظيفته وهي إرساله إلى فرعون ليطلق بني إسرائيل: "هلمّ فأرسلك إلى فرعون تخرج شعبي بني إسرائيل من مصر"،[خر 10:3]  فإن موسى سأل الله عن اسمه فأجابه "أنا هو الكائن" أي يهوه وترجمتها العبرية " القيوم " أو " الغني" وحين طلب موسى علامة يثبت بها لبني إسرائيل صدق دعوته عندما يدعوهم، قدّم الله له معجزتين الأولى عصا الراعي الخاصة به إذا ما رماها على الأرض غدت أفعى، وإذا عاد وأمسك بذيلها رجعت عصا؛ والثانية أن يدخل موسى يده في جحره فإذا أخرجها كانت "برصاء مثل الثلج" وإذا ردها إلى القميص وسحبها مجددًا عادت سليمة. تحجج موسى، بأنه "ثقيل الفم واللسان"،[خر 10:4] ولمؤازرته في مهمته كلّف معه أخاه هارون، وبذلك اكتلمت شروط دعوة موسى وإرساليته النبوية.
هذه القصة التوراتية تعتبر تصدقها القصة القرآنية كاملة ما عدا مقطع أن موسى كان يرعى الغنم كعادته حين شاهد النار بينما القرآن يذكر أنه كان عائدا ليلا مع زوجته لمصر وقول القرآن أصدق على اعتبار أن رعي الغنم لا يكون ليلا .
قصة موسى وهارون مع فرعون
كانت مدة إقامة بني إسرائيل في مصر 430 سنة حسب المؤرخين. كان اللقاء الأول بين موسى - هارون من جهة وفرعون من جهة أخرى ،حيث طلب موسى الى فرعون الايمان بالله ربا وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ [ 104] حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ[الأعراف : 105]
فتكبر فرعون وازداد فجورا "
 كما طلب موسى إطلاق سراح بني إسرائيل, فأمر فرعون بتشديد العمل على بني إسرائيل، فبدلاً من تقديم التبن للعمال جاهزًا لإعداد لبن البناء، بات من الواجب أن يحضروا التبن بأنفسهم دون أن تنقص كمية لبن البناء في اليوم، مما سبب تذمر القوم من موسى ولكن الله تعالى أمره بإكمال رسالته لهداية فرعون وشعبه وتخليص بني إسرائيل, فعرض موسى على فرعون المعجزات التي أوح بها له ربه فزاد فرعون تعنتا وكفرا حتى أدعى أنه ربا ثم طلب من وزيره هامان أن يصنع له سلما يطلع به إلى رب موسى , وما بين شد وجذب تحدى فرعون سحر موسى كما أسماه وطالبه بتحدي سحرته الذي جمع له في يوم الزينة .الى أن قرر فرعون قتل موسى وتعليقه على النخيل فهرب موسى بقومه من مصر متجها الى فلسطين عابرا البحر الأحمر وسيناء حيث كانت أولا معجزة شق البحر.رسم تخيلي لمعجزة عبور البحر الأحمر
عبر الدلتا ثم نحو الجنوب، خرج قوم موسى يقودهم سيرا إلى جهة الشرق وخرج فرعون وجيشه في إثرهم، مما أثار خوف وهلع القوم ، خصوصًا بعدما وجدوا البحر من أمامهم وجيش فرعون من خلفهم. غير أن الله سبحانه أمر موسى بأن يضرب البحر بعصاه كما جاء في وصف القرآن والتوراة تطابقا فقالت التوراة : "
ومدّ موسى يده على البحر، فأجرى الربّ البحر بريح شرقية شديدة كل الليل، وجعل البحر يابسة، وانشقّ الماء، فدخل بنو إسرائيل في وسط البحر، على اليابسة والماء سور لهم، عن يمينهم وعن يسارهم. وتبعهم المصريون ودخلوا ورائهم، جميع خيل فرعون ومركباته وفرسانه إلى وسط البحر، ....، فقال الرب لموسى مد يدك إلى البحر ليرجع الماء على المصريين على مركباتهم وفرسانهم، فمدّ موسى يده على البحر فرجع البحر عند إقبال الصبح إلى حاله الدائمة، ...، فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل ورائهم في البحر، ...، ورأى إسرائيل الفعل العظيم الذي صنعه الرب بالمصريين، فخاف الشعب الرّب، وآمنوا بالرب وبعبده موسى".[خر 21:14] 
خلال المسير، واجه موسى ومن تبعه السائر في الصحراء مشاكل عدة، مع قومه وكان التدخل الإلهي عن طريق النبي موسى كفيلاً بحلها: فمشكلة الطعام حُلت بالمن والسلوى الذي كان يمطر من السماء في الصباح ويذوب عن الظهر" وأما الماء فقد حلت مشكلته بتفجير عيون وينابيع للماء العذب كان لكل سبط منهم عينه.وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ....َ [البقرة : 60] وما هي الا فترة وجيزة حتى استاء القوم من تكرار ذات الطعام فطلبوا لموسى أن يدعو الله ليغير لهم ذلك " وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ....ََ [البقرة : 61] "
طور سيناء، نزول لوحي الشريعة :- في الطريق إلى فلسطين أوحى إلى موسى للقاء ربه حيث كان اللقاء الأول بوادي طوى ليعلمه الشريعة وفرائض العبادة فطلب من أخيه هارون أن يخلفه حتى يعود , فلما وصل موسى إلى المكان الذي كلم فيه ربه سبحانه واعده ربه أن يبقى فيه أربعين ليلة لتلقي الشريعة الربانية أوحى الله تعالى بالشريعة اليه,قال تعالى " وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ [البقرة : 51] وقد مكث أربعين نهارًا وأربعين ليلة حتى حرر لوحي الشريعة, والمتضمنتان الآن في سفر الخروج، 20 و سفر التثنية، 5.غير أن المدة الطويلة التي قضاها موسى هذا الزمن مما جعل قومه الذين استخلفهم مع هارون ينقلبون عليه، لظن البعض أنه مات أو هرب، فصنعوا عجلاً من الذهب وعبدوه تقليدا لقوم كانوا قد مروا عليهم في طريقهم وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ" و لما رجع موسى غضب من هارون وشد رأسه ثم أحرق عجل الذهب وأمرهم بقتل أنفسهم توبة إلى الله - فقتل ثلاث آلاف رجل " فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة : 54]  فغفر الله تعالى لهم , إلا أنهم لم يفتأوا يرتكبون المعصية تلو الأخرى , فطلبوا منه أ يريهم الله جهرا " وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ...." َ
التية أربعون عاما :وَلَقَدْ جَاءكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ [البقرة : 92]
لم تكن عبادة العجل عصيان بني إسرائيل الوحيد، فقد تذمر القوم من تكرار صنف الطعام الواحد ( المن والسلوى) قالت التوراة في هذا الشأن  "قد تذكرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجانًا، والقثاء والبطيخ والكراث والبصل والثوم، والآن قد يبست أنفسنا،...، من هذا المن"،[عد 5:11] ورغم أن الرّب قد منحهم لحمًا في البرية استجابة لطلبهم غير أن التوراة تعتبر أن الشعب "اشتكى شرًا"،[عد 1:11]، ومن المشاكل التي أثاروها طلبهم لموسى العودة إلى مصر خوفا من دخول أرض الجبارين "لماذا أتى بنا الرّب إلى هذه الأرض؟ لنسقط بالسيف؟ لتصير نساؤنا وأطفالنا غنيمة"،[عد 3:14] ، وحين بلغ القوم  إلى الجنوب من البحر الميت نواحي صحراء النقب، كانت المصيبة التي حلّتبهم هي قحط البرية: "لماذا أصعد تمانا من مصر لتأتيا بنا إلى هذا المكان الرديء. ليس هو مكان زرع وتين وكرم ورمان، ولا فيه مكان للشرب"،[عد 5:20] ولطلب الماء ضرب موسى الحجر بعصاه فانشقت منها اثني عشر عينا لكل سبط عينه الخاصة به .وفاة موسى عليه السلام :-
بعد أربعون عاما من التيه في سيناء وصل موسى وقومه إلى حدود فلسطين من جهة الأردن وكان قد شاخ موسى وتقدم في السن حتى بلغ 120 عامًا، ولم يدخل فلسطين بعد وكانت آخر وصاياه كما ذكرت التوراة ( ولا ندري كيف أضيفت الخطبة إلى التوراة المنزلة من الله تعالى ) حيث قال النص: "وجهوا قلوبكم إلى جميع الكلمات التي أنا أشهدها عليكم بها اليوم، لكي توجهوا أولادهم، ليحرصوا أن يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة".[تث 46:23]  وتقول : ثم صعد إلى جبل نبو مقابل أريحا حيث رأى أرض فلسطين منبسطة أمامه، فقال لقومة " يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22: المائدة)   وكان من بعض العقلاء منهم رجلين قد أشاروا عليهم بضرورة الدخول إلى فلسطين قائلين " قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(23)فخاف القوم خوفا شديد وعادوا الى عصيانهم " قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة : 24] فغضب موسى ودعا ربه أن يفرق بينه وأخيه هارون وبين هؤلاء العصاة " قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ(25) فغضب الله تعالى واستجاب لدعوة نبيه " قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ.
 ومات على رأس الجبل في أرض الأردن.

 قال تعالى " (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا... ) [ البقرة : 60 ] و قال في الآية :(فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ) ، وفي سورة الأعراف قال : (...فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا...) [ الأعراف :160 ]
عرض علينا القرآن في الايات اعلاه مرحلتين لخروج الماء من الحجر :

الأولى : في قوله : (فَانْبَجَسَتْ) ومعنى الانبجاس : رشح الماء ، وهذه بداية خروج الماء ، ثم عرض بعد ذلك مرحلة الانفجار (فَانْفَجَرَتْ) وهو خروجه بكثرة وغزارة ، كما قال في عصا موسى ( عليه السلام ) مرة : إنها (جان) لأنها ابتدأت كذلك ، ومرة إنها (ثعبان) لأنها انتهت كذلك
" قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى [طه : 59]

 قال تعالى " (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا... ) [ البقرة : 60 ] و قال في الآية :(فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ) ، وفي سورة الأعراف قال : (...فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا...) [ الأعراف :160 ]
عرض علينا القرآن في الايات اعلاه مرحلتين لخروج الماء من الحجر :
الأولى : في قوله : (فَانْبَجَسَتْ) ومعنى الانبجاس : رشح الماء ، وهذه بداية خروج الماء ، ثم عرض بعد ذلك مرحلة الانفجار (فَانْفَجَرَتْ) وهو خروجه بكثرة وغزارة ، كما قال في عصا موسى ( عليه السلام ) مرة : إنها (جان) لأنها ابتدأت كذلك ، ومرة إنها (ثعبان) لأنها انتهت كذلك . " قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى [طه : 59]

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

تعليقاتكم تسرنا شكرا لمروركم