القائمة الرئيسية

الصفحات


 
اسم الله "الحكيم "
قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " [الأعراف: 180]. 
الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم النبيين والسلام على الأنبياء جميعهم والمرسلين المُكرمين وبعد:
 أسماء الله كلها حسنى, وصفاته كلها عليا, وهو سبحانه له المثلى.أنزل الله كتابه وأودع فيه جملة من أسماه وصفاته, وأخفى بعضاً فاستأثر به في علم الغيب عنده, والخلق حين يتأملون في أسماء الله فإنها تُبين لهم من الحكم والمعاني, وتورثهم من الآثار والعبر ما يغني عن كثير من المقال, ومن أحصى أسماء الله فعرف معناها وعمل بمقتضاها دخل الجنة قاله صلى الله عليه وسلم
ورد اسم الحكيم علما مطلقا معرفا , سمى الله تعالى به ذاته العليا 38 مرة , ووردت صفة حكيم 40 مرة.
تكامل اسم الحكيم مع أسماء الله الحسنى :-
العزيز الحكيم :جاءت 29 مرة في الآيات
العليم الحكيم:جاءت أربع مرات
الحكيم العليم : جاءت مرتان
الحكيم الخبير :جاءت ثلاث مرات 
الملاحظات : لاحظنا في الأسماء الحسنى المطلقة العلم المتكاملة مع اسم الحكيم أنها ثلاثة أسماء هي " العزيز و العليم و الخبير" كانت ترتيبها على الشكل التالي متكاملا حسب النظم القرآني لها :
جاء اسم العزيز متقدما في الترتيب النظمي للقرآن لاسم الحكيم في كافة الآيات التسعة والعشرون لم يتقدم ترتيب الحكيم على العزيز و لا لمرة واحدة.أما اسم الحكيم مع اسم العليم فقد تقدم تقدم ترتيبه معه مرتين وتأخر عنه أربع مرات.
 أما الحكيم مع الخبير فقد تقدمه في كل الحالات الثلاث.
جاءت صفة :حكيم مع صفات الذات الإلهية " عزيز - عليم - واسع- تواب حميد" على التعداد التالي :
عزيز حكيم : جاءت 18 مرة
عليم حكيم:جاءت 14 مرة: و  حكيم عليم : جاءت 5 مرات
واسع حكيم:جاءت مرة
تواب حكيم :مرة
حكيم حميد :مرة

الملاحظات : في الصفات لاحظنا صفة حكيم تأخرت ترتيبا بعد صفات عزيز و عليم و واسع و تواب وتقدمت على صفة عليم خمس مرات وعلى صفة حميد مرة واحدة .
هذه الملاحظات يمكن فهم أسرارها حسب موقع الاسم والصفة في سياق الآية .نتدبر الآن معاني الحكمة والحكيم بالمفهوم القرآني :
الحكمة هي:
المفهوم العام لكلمة "حكمة " هي اكتساب العلم من التعلم أو من التجارب، ويكون صاحب العلم حكيما.
الحكمة بالمفهوم الشرعي : وحي من العلوم والمعارف والشرائع والعبادات والحدود السماوية المنزلة يوحى به الله تعالى لانبياءه ورسله ومن شاء من العباد وكافة المخلوقات,قال تعالى" يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ...ِ [البقرة : 269] وإتيانها يكون وحيا والحكمة المؤتاة للنبي محمد وهي في تعريفها الشرعي -السنة النبوية المطهرة - بدليل قوله تعالى " وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ.." [النساء : 113] وهي ( التبيان) وهدفها تفصيل وشرح آيات القرآن والإجابة على أسئلة الناس فيما يختص بما لم يفصل فيه القرآن للعامة . والدعوة إلى سبيل الله" ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ.." وأسلوبها كما قال تعالى :".َالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .." ومن ذلك أمر الله تعالى لنساء نبيه الكريم بنقل ما يسمعنه ويرينه عن النبي في بيته للناس قال تعالى : " وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً [الأحزاب : 34] والحكمة نوعان :
 الحكمة المنزلة في الكتب  قال تعالى ".... وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ ..." وهي ( البينات ) بدليل قول الله تعالى في الحكمة المؤتاة لعيسى عليه السلام " وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ  " ومثالها ما جاء في القرآن في سورة الإسراء في الآيات من 23 إلى 39  لقوله تعالى في آخرها "ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ .... " والتي منها :
العناية بالوالدين ونظم العلاقة بهم ".... وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً "[الإسراء : 24]
نظم الشأن المالي وعلاقته بالناس"  وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً (27)
  1.  التشريع المالي للإنسان " وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً
  2. الأمان الرباني في الرزق  " وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً
  3. أخلاقيات اجتماعية :" وَلاَ تَقْرَبُواْ الزنا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً "
  4. كيفية وقوانين العلاقات الاجتماعية "وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّه إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً (33)
  5. العلاقة بالأمانات وأموال الناس والعهود " وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً (34)
  6. المعاملات التجارية : " وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (35)
  7. الشأن العلمي وآداب الحديث العلمي:" وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (36)
  8.  أخلاقيات التواضع :" وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً (37)
  9. ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ .... (39)
2. الحكمة الموحى بها والتي ليست من الكتاب: ليست كلاما إلهيا مباشرا بل هو أقوال حكيمة وتطبيقات نموذجيه يقولها ويمارسها الموحى إليهم تؤدي إلى فهم الكتب السماوية , وقد سُميت عند المسلمين(السنة الشريفة) وهي : مجموع الأقوال والأفعال النبوية التي تمثل السيرة والأحاديث النبوية , فلا نقول أن الحديث النبوي المتواتر صحيحا كصحة القرآن محفوظا كمثله أو كما قال الله سبحانه في القرآن "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر : 9] ومن هذه الحكمة ما أوتي النبيون من قبل كمثل :الحكمة لداود عليه السلام لقوله تعالى"... وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ  ..."َ [البقرة : 251] " وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ [صـ : 20]  والحكمة المؤتاةا عيسى عليه السلام قال تعالى " وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ....[الزخرف : 63]  والتي آتاها لقمان الحكيم  " وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ
..... [لقمان : 12]  وآتاها آل إبراهيم عليه السلام ( الأنبياء من ذريته) :- .... فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً [النساء : 54] والحكمة التي أوتيت محمد(ص):كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ [البقرة : 151] هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [الجمعة : 2] " لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ...[آل عمران : 164] "...وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ...ً [النساء : 113]  إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ ... وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ....ٌ [المائدة : 110] كذلك أتى الله تعالى الحكمة لغير الأنبياءوالرسل أيضا بدليل قوله تعالى "يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً... [البقرة : 269] "وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ [آل عمران : 48]

أحكم الحكماء و واهب الحكمة هو الله الحكيم سبحانه , واسم الحكيم وصفة الحكمة لله تعالى لم تأتي في القرآن منفصلة عن اسم آخر أو صفة أخرى من صفاته تعالى كما بينا في بداية الخاطرة .قال الله:{ وهو القاهر فوق عباده وهوالحكيم الخبير }(سورة الأنعام الآية 18) هو الله (الحكيم ) الموصوف بكمال الحكمة وبكمال الحكم بين المخلوقات.
الحكيم من الناس هو الإنسان واسع العلم والإطلاع على مبادئ الأمور وعواقبها ،
والله الحكيم : هو كامل الحكمة المقترنة بالعزة والخبرة والتوب والعلم والحمد والسعة بدليل قوله في الآيات "العزيز الحكيم - العليم الحكيم - الحكيم الخبير - واسع حكيم- تواب حكيم - حكيم حميد "
واسع الحمد، تام القدرة ، غزير الرحمة فهو الذي يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها اللائقة بها في خلقه وأمره، فلا يتوجه إليه سؤال، ولا يقدح في حكمته مقال 
وردت كلمة حكمة في القرآن 21 مرة ,
من آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم:
لنعلم علم اليقين أن أحكام الله الكونية والشرعية والجزاء مقرونة بالحكمة ومربوطة بها، فلم يخلق سبحانه شيئًا عبثًا، ولم يترك خلقه سدى لا يؤمرون ولا ينهون، ولا يثابون ولا يعاقبون، فما أعطى الله شيئًا إلا لحكمة، ولا أنعم بنعمة إلا لحكمة، ولا أصاب بمصيبة إلا لحكمة، وما أمر الله بشيء إلا لحكمة، والحكمة في فعله والتزامه، ولا نهى عن شيء إلا لحكمة والحكمة في تركه واجتنابه. قال تعالى مقررًا هذه الصفة العظيمة صفة الحكمة: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾ [المؤمنون: 115، 116].
أولًا: الإيمان بحكم " الله الحكيم" لان الحكم العادل من الحكمة : من المعروف أن الحكم العادل يكون من القضاة الحكماء ولذا فإن أن الأحكام الشرعية في الإسلام كانت وتكون دوما من لدن حكيم خبير، وما جاءت إلا لإسعاد البشرية، فليس هناك أعدل من الله في حكمه لمن علم أن الله أحكم الحاكمين، قال تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ﴾ [التين: 8].وقال تعالى: ﴿ فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴾ [الأعراف: 87]. 
ثانيًا: القناعة بالرزق مهما قل:أن الله حكيم في أقداره، فما يقدره الله تعالى على العباد من خير أو شر إنما هو لحكمة بالغة، وتدبير حكيم، قال تعالى: ﴿ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ﴾ [القمر: 5] فالقناعة بالرزق المؤتى من الله مهما قل هو إيمان بحكمة الحكيم وحمد له .
ثالثًا: الايمان بالحكمة القرآنية لان قرآن حكيم: وصف الله القرآن الحكيم كان لحكمة ربانية وتربية عظيمة، لان القرآن كلامه وهو الحكيم , كلامه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم , كلام حكيم من رب حكيم أحكم كل حرف فيه " لا ريب فيه" وقد وصف الله القرآن بالحكيم كما قوله تعالى:﴿ يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴾ [ يس: 1، 2]. ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود: 1] فالقرآن حكيم في أسلوبه الرائع، حكيم في تشريعاته، حكيم في أمره ونهيه، حكيم في قصصه وأخباره، حكيم في كل ما اشتمل عليه لأنه هو أصلا كلام الله الحكيم
رابعًا: الإيمان بالسنة النبوية المطهرة لانها من الوحي الرباني لنبيه , أن الله يؤتي الحكمة من يشاء، قال تعالى: ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [البقرة: 269] قال تعالى لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾ [النساء: 113]. و روى البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها"
خامسًا: الحمد لله على كل ما خلق وإن نقص , فقد خلق الله - سبحانه وتعالى - خلقه محكم وخلق كل عضو لحكمة هو عالمها ,قال تعالى:﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ﴾ [السجدة: 7].فالله سبحانه خلق الخلق لحكمة عظيمة، وهي عبادته سبحانه: قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58].
ملاحظة: كراهة التكني بأبي الحكم، روى أبو داود في سننه من حديث هانئ بن يزيد: أنه لما وفد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن الله هو الحكم، وإليه الحكم، فلم تكنّيت بأبي الحكم؟". فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أحسن هذا!، فما لك من الولد؟". قال: لي شريح، ومسلم، وعبد الله، قال: "فمن أكبرهم؟" قلت: شريح. قال: "فأنت أبو شريح" 
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تعليقات