الاسماء الحسنى - الرحيم
الله "الرحيم"
الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم النبيين والسلام على الأنبياء جميعهم والمرسلين المُكرمين وبعد: قال الله " الرحيم" جل وعلا "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ [الأعراف : 156]
" وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الشعراء : 9-68-104-122-140-159-175-191] " وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ [الشعراء : 217]
اسم الرحيم ليس مشتقا من اسم الرحمن وبينهما اختلاف في ظاهر معاني القرآن
فالرحمن دال على الترهيب والرحيم دال على الترغيب - انظر خاطرتنا رقم 10
للوقوف على المراد.
تعلق اسم (الرحيم ) بعدد من أسماء الله الحسنى هي ( الرحمن ,
التواب,الغفور,العزيز,البر) وبتدبر بسيط لهذه الأسماء وعددها وترتيبها نقع
على ما فيها من إعجاز نراه ظاهرا جليا كما يلي :
اسم ( الرحمن ) تلازم تكرارا مع اسم الرحيم في (6 آيات ) - الرحمن الرحيم - نجدها في الآيات التالية [ الفاتحة :1و2][البقرة : 163][النمل : 30][فصلت : 2][الحشر : 22]
اسم ( التواب ) تكرارا مع اسم الرحيم ذاته بنفس العدد في (6 آيات ) التواب الرحيم - نجدها في الآيات التالية [البقرة :37 و 54 و 128 و160 ][التوبة : 104 و 118]
اسم ( الغفور) تلازم تكرارا مع اسم الرحيم في ( 8 آيات ) منها سبع ببناء - الغفور الرحيم - نجدها في الآيات التالية [يونس : 107][يوسف : 98][الحجر : 49][القصص : 16][الزمر:53][الشورى:5][الأحقاف : 8] واحد فقط ببناء الرحيم الغفو [سبأ : 2]
اسم ( العزيز) تلازم مع اسم الرحيم في ( 13 آية ) في القرآن - العزيز الرحيم وردت الآية " وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الشعراء:191] ثماني مرات متشابهات في القرآن الكريم(الآيات:9و68و104و122و140و159و175و191)
اسم ( الـبر) تلازم مع اسم الرحيم في ( آية واحدة ) لم تتكرر في القرآن - الْبَرُّ الرَّحِيمُ [الطور : 28]
الإعجاز في ترتيب اسم الرحيم وما لازمه من أسماء حسنى في القرآن :
كان
ترتيب اسم الرحمن سابقا لاسم الرحيم في ست آيات لم يتقدم فيها اسم الرحيم
على الرحمن ولو لمرة واحدة - الرحمن الرحيم - فظهر الإعجاز في:- بيان
اشتقاق اسم الرحيم من الرحمن , ومن ذلك تنبيه الذاكرين لوجوب الترتيب حسب
مشيئة صاحب الأسماء. موجبا علينا ترتيبها كما علمنا و إلا خالفنا مشيئته
سبحانه.
كان
ترتيب اسم التواب سابقا لاسم الرحيم في ست آيات أخرى لم يتقدم أيهما الأخر
ولو لمرة واحدة التواب الرحيم - فظهر الإعجاز في:- بيان استباق التوبة
لنيل الرحمة.ولا تكون الرحمة قبل التوبة وعليه وجب ترتيبنا للاسمين دون
تقديم أو تأخير كما علمنا سبحانه وهو صاحب الأسماء .
كان
ترتيب اسم العزيز سابقا لاسم الرحيم لم يسبقه ترتيبا في أي من الآيات.
الإعجاز في بيان التكامل للاسمين فالعزة أصل الرحمة ولا رحمة عند فاقد
العزة وتنطبق هذه الصفات على الناس في الأرض ولله المثل الأعلى .
اسم ( الغفور) جاء
مع اسم الرحيم وكان ترتيب اسم الغفور سابقا لاسم الرحيم كما فيما سبق و
كان الإعجاز في هذا يتعلق بشقين الأول: بتأكيد الحكمة السابقة في ترتيب
الأسماء حسب تكاملها. والثاني فيه بيان استباق المغفرة لامتلاء اسم الرحيم
لان المغفرة تستجلب الرحمة .
كان النظم الاعجازي في ترتيب الاسمين الغفور الرحيم قد اختلف في آية واحدة فقط هي ."
يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ
مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ [سبأ : 2]
ولبيان الإعجاز نجد في الآيات السبعة المتفتقة على الترتيب قد تحدثت عن
العباد المستغفرين في الأرض وبمقارنتها بمضمون الآية الثامنة نجد أن الآية
تحدثت عن (علم الله) بما يلج في الأرض - من بذور وما ينبت منها من زرع وتلك
تستجلب أسبقية الرحمة بهذه النعمة ثم المغفرة نكون التالية لأنها تتبع ولا
تسبق لمن أنكر الرحمة في النعم ثم آمن فاستغفر, , كذلك تحدثت الآية عن
(علم الله) بما ينزل من رحمة المطر من السماء للناس وما يعرج في
السماء,فيكون التكامل الاعجازي في بيان أن الرحمة سبقت بالنعمة وتبعتها
المغفرة لمن أنكرها ثم آمن بها فاستغفر.والله أعلم
اسم (العزيز) جاء
في 13 آية ملازما و سابقا في ترتيبه لاسم الرحيم , " العزيز الرحيم " وكان
الإعجاز في بيان أن في العزة القدرة على الرحمة.والله أعلم
كان
الإعجاز العام في ما سبق : يتعلق بتأكيد حكم الله تعالى في ترتيب أسماءه
في تنبيه اشتمل الرد على من قال - لا ضير في ذكر أسماء الله الحسنى مع
التقديم والتأخير , فليست كلها بنفس القدسية , وفيها المحبب فالأحب , ومنها
من فيها من الصفات ما يتوجب له الاستباق لفعل الاشتقاق أوما إليه من
التكامل .
التفسير اللغوي:
(الرَّحيمِ):- اسم يدل على الله العزيز ذو الرحمة , ومنه صفات في الناس
فيقال فلان رحيم , و لا يجوز إطلاق الاسم العلم الرحيم على الناس إلا من
باب المبالغة في الوصف العام للمجهول فيقال " إن الشخص الرحيم محبوب من
الله والناس"
الرحيم : شرعا - هو اسم من أسماء الله الحسنى العلم المطلقة التي سمى
الله تعالى ذاته بها وذكرها صريحة في القرآن .والرحيم :- ليست بمعنى
الرحمن بل مشتقة منها وهي أرق لخصوصيتها , فيقالالرحيم بالمؤمنين , وهو اسم
يجتمع مع أسماء يتكامل بها, كما في أسماء الرحمن الرحيم - التواب -
الغفور- البر - وكلها متكاملة الدلالات فالمغفرة تستجلب رحمة خاصة للتائب
والتوبة تستوجب رحمة خاصة للمتقي وهكذا ...
من تجليات رحمة الرحيم في القرآن :
ورد
اسم (الرَّحِيمُ ِ) في القرآن الكريم 34 مرة معرفا يأل التعريف.أما كلمة
رحيم فوردت 115 مرة منها اسم ووصف رحيم غير مختص بالله كقوله تعالى " لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة : 128]
اسم الرحيم قديم دعت به ربها أمم وقرون سابقة " إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ [الطور : 28]
أجاز الرحيم لملائكته الاستغفار لمن في الأرض :
" وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ
لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الشورى : 5]
التوكل لا يكون إلا على عزيز والعزة لا تكون إلا في رحيم "وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ [الشعراء : 217]
نصر الناس لا يكون إلا من عزيز لان العزيز لا يكون إلا رحيما " بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الروم : 5
الرحمة لا تكون إلا من عالم بالغيب ولا عالم بالغيب إلا العزيز ولا رحيم إن لم يكن عزيزا " ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [السجدة : 6]
تنزيل القرآن كان رحمة من الرحيم بفئة الناس دون سواهم " تنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ [يس : 5] تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [فصلت : 2]
رحمة الرحيم وعد رباني متحقق للتائبين وان كانوا ممن أسرفوا في ظلم أنفسهم "
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا
تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53]
رحمة الرحيم استثناء للخاصة دون الكل " إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الدخان : 42] استثنائية مختصة بالمستغفرين التائبين قال تعالى" إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَاالتَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة : 160]
اسم الرحيم اسم لا يكون إلا للإله الحق المتفرد قال تعالى"لَقَدْ جَاءكُمْ وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة : 163]
من الإعمال الجالية لتوبة الرحيم : أداء الصدقات " ...اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [التوبة : 104]
من الإعمال الجالية لتوبة الرحيم :الشعور الحق بالذنب عند اقترافه كما كان من حال الثلاثة المتخلفون عن الرسول "
وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ
عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ
وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ
عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [التوبة : 118]
كان
وصف " رحيم" العائد على الله تعالى في القرآن مسبوقا دوما بالمغفرة وبصفة "
غفور" كما في الآيات:" إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" كما جاء في الآيات
التالية:-
[البقرة : 173][البقرة : 182][البقرة : 192][البقرة : 199][البقرة :
218][البقرة : 226] [آل عمران : 31][آل عمران : 89][آل عمران : 129]
[النساء : 23][النساء : 25][النساء : 43][النساء : 96][النساء : 99][النساء
: 100][النساء : 106][النساء : 110]اً [النساء : 129][النساء : 152]
[المائدة : 3][المائدة : 34][المائدة : 39] [المائدة : 74][المائدة : 98]
[الأنعام : 54][الأنعام : 145][الأنعام : 165] [الأعراف : 153][الأعراف :
167] [الأنفال : 69][الأنفال : 70] [التوبة : 5] [التوبة : 27] [التوبة :
91][التوبة : 99][التوبة : 102] [يونس : 107] [هود : 41] [يوسف : 53][يوسف :
98] [إبراهيم : 36] [الحجر : 49] [النحل : 18][النحل : 110][النحل :
115][النحل : 119] [الحج : 60] [النور : 5][النور : 22][النور : 33][النور :
62] [الفرقان : 6][الفرقان : 70] [النمل : 11] [القصص : 16] [الأحزاب :
5][الأحزاب : 24][الأحزاب : 50] [الأحزاب : 59][الأحزاب : 73] [سبأ : 2]
[الزمر : 53] [فصلت : 32] [الشورى : 5] [الأحقاف : 8] [الفتح : 14]
[الحجرات : 14] [الحديد : 28] [المجادلة : 12] [الممتحنة : 7][الممتحنة :
12] [التغابن : 14] [التحريم : 1] [المزّمِّل : 20]
اسم الرحيم في الكتاب المقدس - كان ليسوع المسيح - وليس لله تعالى:
بحثنا في قاموس الكتاب المقدس عند النصارى عن اسم الرحمن فلم نجده سوى في الترانيم الكنسية وقد نسبت للمسيح تأليها كاملا في قولهم:
يسوع حبيبي نصيبي الرحيم إليك صلاتي استمع يا كريم
و سور حياتي و باب النعيم فأنت المجيب و أنت السميع
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتكم تسرنا شكرا لمروركم