اسم الله "السميع"
(( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير )) الشورى:11
الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم النبيين والسلام على الأنبياء جميعهم والمرسلين المُكرمين وبعد:
عنوان هذه الخاطرة :- محاولة بيان إعجاز ودلالات "اسم الله - السميع - "
السميع من أسماء الله الحسنى العلم المطلقة , جاء في القرآن مسبوقا بالاسم الأعظم " الله" علما أو م ينوب عنه كالضمير أو كاسم إشارة "أنت " أو "هو" متبوعا باسم " العليم " أو " البصير" بما يتطلبه سياق الآية , وقد ترافق اسم السميع بالعليم 15 مرة لم يسبق فيها اسم العليم أسم السميع و لا مرة ولم يختل هذا النظم ولو لمرة واحدة. كذلك كان ترافق وترتيب الاسمين السميع البصير . وقد
علمنا أنه إذا ما وجدنا في القرآن اسمين أو صفتين من أسماء الله أو صفاته
فإن ما بين هاذين والسياق - ثمة سبب وعلاقة , وهذا ما سنتدبره بإذن الله
كإعجاز قرآني في هذه الخاطرة.
تكرر أسم الله " السميع " 19 مرة في القرآن كاسم علم مُعرف بالإلف واللام إضافة إلى 26 جاء فيها وصفه تعالى " سميع " وكانت على الوجه التالي:-
باقات الأسماء الحسنى " السميع العليم " 15 مرة في الآيات :
- وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة : 127] السميع في الآية دلالة على الدعاء الذي رفعه إبراهيم وإسماعيل لقبول ما عملوا من رفع قواعد بيت الله .
- فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة : 137] سمع الله هنا متعلق بأقوال اليهود والمنافقين المتولين عن الهدى .
- إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [آل عمران : 35] سمع الله هنا متعلق بما نذرت به امرأة عمران من إنها حررت ما في بطنها خادما لله تعالى,يا(رب إني نذرت) أن أجعل (لك ما في بطني محرراً) لخدمة بيتك المقدس .
- وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الأنفال : 61]
- وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الأنعام : 13]
- قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [المائدة : 76]
- وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الأنعام : 115]
- رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الدخان : 6]
- وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [يونس : 65]
- فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [يوسف : 34
- قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الأنبياء : 4]
- إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الشعراء : 220
- مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [العنكبوت : 5
- وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [العنكبوت : 60
- وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصلت : 36]
صفات " السميع العليم " جاءت في 17 آية سَمِيعٌ عَلِيمٌ لتثبت انطباق صفات الله تعالى على أسماءه و هي:
- وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة : 227]
- وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[ البقرة : 244]
- فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة : 181]
- وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة : 224]
- لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة : 256]
- ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [آل عمران : 34]
- وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [آل عمران : 121]
- وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف : 200]
- فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأنفال : 17]
- إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَـكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأنفال : 42]
- ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأنفال : 53]
- وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [التوبة : 98]
- خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [التوبة : 103]
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [النور : 21
- وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [النور : 60
- لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً [النساء : 148]
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الحجرات : 1]
أسماء " السميع البصير " أربعة مرات فقط في الآيات :-
- إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [غافر : 56]
- فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى : 11]
- سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الإسراء : 1]
- وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [غافر : 20]
صفات "سميع بصير " ستة مرات فقط في الآيات :-
- إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً [النساء : 58]
- مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً بَصِيراً [النساء : 134]
- ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [الحج : 61]
- اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [الحج : 75]
- مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [لقمان : 28
- قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [المجادلة : 1]
وثلاث متفرقات من صفات السميع
- قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ [سبأ : 50]
- هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء [آل عمران : 38]
- الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء [إبراهيم : 39]
غالباً ما يُقرن القرآن بين أسماء " السميع والبصير والعليم" كما وجدناه ثابتا في الآيات أعلاه, وذلك من الإعجاز في النظم و أسلوب البيان والتفصيل, وكما بات معلوم عنه جل وعلا من القرآن أن السمع والبصر والعلم محيطة لجميع خلقه , فالسميع هو الذي أحاط سمعه بجميع المسموعات، والبصير هو الذي أحاط بصره بكل شيء والعليم هو العالم المحيط علمه بكل ما خلق , فكل ما في العالم العلوي والسفلي من الأصوات يسمعها "سرّها وعلنها" لا تختلط عليه الأصوات، ولا تخفى عليه جميع اللغات، كل عنده سواء بدليل قوله : {سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف باليل وسارب بالنهار}(سورة الرعد الآية 10 ) { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير }(سورة المجادلة الآية 1 )؛ قالت عائشة رضي الله عنها :((
تبارك الذي وسع سمعه الأصوات ، لقد جاءت المجادلة تشتكي إلى رسول الله
وأنا في جانب الحجرة ، وإنه ليخفى علي بعض كلامها، فأنزل الله : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها }(سورة المجادلة الآية 1 ) .
الأول : كان سمع الله تعالى على نوعين أولهما: سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة الخفية والجلية سمعا معلوما لنا بالخبر ,غيب عنا بالكيفية.
الثاني : سمع ( الاجابة ) للسائلين والداعين والعابدين فيجيبهم ويثيبهم بدليل قوله{ إن ربي لسميع الدعاء}(سورة إبراهيم الآية39) أي مجيب الدعاء.
البيان الاعجازي للآيات :-
- الآية الكاملة في ذكر الاسمين - السميع البصير هي " إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [المجادلة : 1] وفيها " إنه " وهي لفظ تأكيد مسبق للاحق من الكلام يدل على التشديد في التنبيه كقولك - إن محمد نبي - فلو قلت - محمد نبي - لكفت السامع كجملة خبرية ولكنك حين استبقت بقولك - أن - فكأنما تشترط التصديق المسبق لما ستخبر به , فقول الله تعالى "إِنَّهُ " فإنما هو تنبيه وتشديد مسبق للتصديق .
- كرر بعد ذلك قوله "هو" كما في الآيات التي جاء فيها اسمي السميع البصير للتقريب , والتقرب من المُخاطب .
- تدل الآية في إعجازها البلاغي بالتنبيه المسبق والإشارة المؤكدة على عظمة الخبر على " إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [المجادلة : 1] "بإن السمع والصر كائنين لله قبل أن يُوجد ما يسمعه أو يُبصره, ,ولو كان غير ذلك فما كانت صفاته سميع بصير بل سامع مبصر , وفي الأصل كينونة قديمة , وفي الصفة حضور ودوام بلا نهاية. وصفتي " سميع بصير " لا توجب وجود المُسموع والمبُصر سلفا , ومن ذلك قولنا هو " رحمن رحيم" قبل أن يُجد المرحومين المشمولين بهذه الصفات.
- السميع البصير : صفتان لا تليقان إلا بالمطلق سمعه وبصره ولا تجوز أن تكون من صفات المحدود السمع والبصر وفي هذا حدد العلماء من المختصون درجات للسمع والبصر تختلف من بشر لآخر ومن حيوان لآخر ومن مخلوق لمخلوق فقيل أن سمع الحيوان أشد من سمع الإنسان وان سمع الإنسان يتفاوت من شخص لآخر وهكذا , فكل السمع والبصر عن المخلوق محدود في حين هو مطلق للخالق.
- سمع وبصر المخلوق أيضا محدودان في التمييز فلا يمكن لسامع أن يستمع لعدد من الناس في وقت ومكان واحد وليس لناظر أن يرى في كل الاتجاهات في وضع واحد بينما الخالق له ما لا حدود و لازمن في السمع والإبصار." لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى : 11].
- وأثر الإيمان بأسم الله السميع البصيرعلى سلوكنا تتطلب تقوى الله وخشيته في قولنا وفعلنا سرا وعلانية,لعلمنا أن الله يسمع سرنا وجهرنا ويرى ما نخفي وما نعلن, وهو عليم بالباطن والنجوى والظاهر بدليل قوله" أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ [التوبة : 78]
- الله جل وعلا هو الذى وصف ذاته الألهيه " السميع الصير العليم"
- قيل أن السمع في أربع هي :- سمع الإدراك وهو متعلق بالأصوات كما في قوله تعالى :- ( قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير)
ففى هذه الاية اثبات صفة السمع وفيها ذكر الماضى والمضارع واسم الفعل(سمع-يسمع-سميع) .ثانيها : سمع التدبر و الفهم وهوسمع متعلق بالمعاني بدليل ما قال تعالى ليهود (لاتقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا) اى وافهموا وقال تعالى (ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون" ثالثها : سمع إجابة وحمد كما كقول الإمام في الصلاة ( سمع الله لمن حمده ’ فيرد المأتمون به قائلين: ربنا ولك الحمد , ورابعها : سمع القبول والاستسلام كما قال تعالى (سماعون للكذب) اى قابلون له ومنقادون غير منكرين له.
من
المعلوم أن السمع المنسوب للإنسان مرتبط بوسيلة إدراكه وهي الأـذن ووسيلة
السمع المنسوبة لأجهزة التسجيل هو المايكروفون , نقول هذا لنبلغ مسبقا أنه
ليس بالصواب محاولة تصور وسيلة السمع لله فتتخيل أن له أذن أو ميكروفون
وكفاك من المسموح لعقلك أن تؤمن بان الله سميع دون البحث في الكيفية ,
فالله ليس كمثله شيء و لا نستفيد شيئا لو جهدنا لمعرفة الكيفية بل نجنح لما
فيه تيه وضلال فنخرج عن الإيمان القلبي واليقين العقلي و ليس في تجسيم
صفات الله كما عند المعتزلة والاشعرية والجهمية المعطلة من صواب ومحاولاتهم
نزع صفة الاسم عن سمع الله بحجة منع التشبيه بالله فيه إثم عظيم لان فيه تعطيل للمعلوم من القرآن ..والسمع
الرباني متعلق بربوبية الله لخلقه لتدبير أمورها , كأن يسمع الدعاء
فيستجيب ويسمع التأوه فيشفي ويسمع التسبيح فيرضى ويسمع الحمد فيجزي به
....ذلك هو السمع العام المختص بالربوبية.
نقر
إننا نعلم بان الله سميع ونقر بأننا لا نعلم الكيفية فتلك من شؤونه وحده
سبحانه يعلمها ونجهله فالله يسمع كل ما يصدر صوتا عن أي مخلوق مهما صغر
حجمه ويسمع ما تجول به الصدور دون صدور صوت . وفي قصص الأولين قيل
أنه اجْتَمَعَ عِنْدَ الْبَيْتِ الحرام ثَلاثَةُ نَفَرٍ قُرَشِيَّانِ وَثَقَفِيٌّ ، أَوْ ثَقَفِيَّانِ وَقُرَشِيٌّ , قَلِيلٌ
فِقْهُ قُلُوبِهِمْ ، كَثِيرٌ شَحْمُ بُطُونِهِمْ ، قَالَ أَحَدُهُمْ :
أَتَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ مَا نَقُولُ ؟ فَقَالَ الآخَرُ :
يَسْمَعُ إِذَا جَهَرْنَا ، وَلا يَسْمَعُ إِذَا أَخْفَيْنَا ، وَقَالَ
الآخَرُ : إِنْ كَانَ يَسْمَعُ إِذَا جَهَرْنَا ، فَإِنَّهُ يَسْمَعُ إِذَا
أَخْفَيْنَا ،قَالَ عبد الله بن مسعود_رضي الله عنه: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا
أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا
يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُون }
صيغة الدعاء باسم السميع : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء السميع العليم , من قاله ثلاث من فجره ما ضره شيء في نهاره وذلك مما جاء في وصايا رسول الله
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتكم تسرنا شكرا لمروركم