الاسماء الحسنى - الواحد-
الواحد
هو اسم من أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين والواحد هو الفرد الذي لم
يزل وحده بلا شريك أي لا ثاني له لا في الأزلية والألوهية.قال تعالى: ﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ
فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)﴾(سورة الشعراء)
" الواحد " هو اسم من أسماء الحسنى , بدليل ذكره في القران الكريم ستة مرات وهي :-
" الواحد " هو اسم من أسماء الحسنى , بدليل ذكره في القران الكريم ستة مرات وهي :-
- كما على لسان يوسف عليه السلام اذ قال "يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف : 39]
- وكما قال الله تعالى " ...قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [الرعد : 16]
- وقوله تعالى" يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [إبراهيم : 48]
- وقوله تعالى" قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [صـ : 65]
- وقوله تعالى" لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [الزمر : 4]
- وقوله تعالى" يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر : 16]
اعجاز عددي رائع :-
جاء اسم "الواحد" وهو الله في 6 آيات قابلة في القران 6 آيات نصها "إِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ " تلك هي للمتدبر :-
- وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة : 163]
- إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ [النحل : 22]
- قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ... [الكهف : 110]
- قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ [الأنبياء : 108]
- وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ...[الحج : 34]
- قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ [فصلت : 6]
الواحد:- قال تعالى: وليعلموا أنما هو إله واحد .. "52" (سورة إبراهيم)
هو الواحد في ذاته لا شريك له، وهو الواحد في صفاته الأزلية لا نظير له، وهو الواحد في أفعاله لا منازع له. أي: أن الواحد هو الفرد المنفرد في ذاته وصفاته وأفعاله. فهو واحد في ذاته، لا يتجزأ لا يتناهى. واحد في صفاته، لا يشبه شيئاً، ولا يشبهه شيء. واحد في أفعاله لا شريك له. وقد فسر قوله عليه الصلاة والسلام: "إن الله وتر يحب الوتر". يعني: يحب القلب المنفرد له تعالى
وفي الحديث أنه عليه السلام سمع رجلاً يقول في دعائه : "اللهم
إني أسألك بأنك أنت الله "الواحد" الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم
يكن له كفواً أحد" فقال: "لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعى به أجاب،
وإذا سئل به أعطى".
ولكننا نقول عن أي إنسان: إنه "واحد" لأن
الإنسان واحد متشابه مع غيره وله أجزاء، ونقول أيضاً عن "الشمس" إنها كوكب
واحد لأنها مكونة من أشياء واجزاء. لذلك لا نقول عن أي شئ أنه "أحد"
نهائيا, لا شيء ولا كائن نطلق عليه "واحد أحد" سوى الله جل وعلا؛ لأنه الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي ليس كمثله شيء, أو نقول كما علمنا الله في قرانه " الواحد القهار" حيث نجد أن من الاعجاز القراني العظيم في كافة الايات الستة التي ورد فيها اسم الواحد أن :- اسم الواحد اقترن باسم القهار من دون كافة الاسماء الحسنى الاخرى.انظر الايات أعلاه .
الفرق بين الواحد والاحد :-
والفرق بين الواحد والأحد أن الأحد ينفي ما يذكر معه
من العدد، تقول: ما جاءني أحد، والواحد اسم بني لمفتتح العدد، تقول: جاءني واحد من
الناس ولا تقول: جاءني أحد، فالواحد منفرد بالذات في عدم المثل والنظير، والأحد
منفرد بالمعنى.قال الله سبحانه ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)﴾ (سورة الإخلاص)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قال : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : " أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ كُلَّ
لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ " ، قَالُوا : ومَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ ، قال : " اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ الْقُرْآنِ " ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
المقصود هنا بالطبع هي سورة الإخلاص، لكن الآية في الأصل تقول: "قل هو الله أحد الله الصمد"، وليس فيها "الواحد الصمد".
المقصود هنا بالطبع هي سورة الإخلاص، لكن الآية في الأصل تقول: "قل هو الله أحد الله الصمد"، وليس فيها "الواحد الصمد".
والواحد ورد في القرآن واحد وعشرين مرة، هناك رأي لِبعض العلماء في التفريق
بين واحد وأحد، والأحد له إشارة نوعية أما الواحد كميّة ؛ هناك تفريق آخر فإذا قلت:
ما في الدار أحد يعني ليس فيها لا واحد ولا اثنان ولا ثلاثة فإذا نفيت الواحد نفيت
العدد الذي بعده، أما إذا قلت ما في الدار واحد فقد يكون هناك أربعة هذا فرق في
استِخدام كلمة واحد و أحد، ثَمّ شيء آخر ذو بعد واضح وهو أنك لا تقول رجل أحد،
فكلمة أحد اختصَّ الله بِها فالأحد مما اختص الله به.
جاء لفظ التوحيد لله تعالى في 22 آية قرانية هي :-
- يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر : 16]
- {لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الزمر : 4]
- {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [ص : 65]
- {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف : 39
- {....قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الرعد : 16]
- {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم : 48]
- {....إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ....} [النساء : 171]
- {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة : 163]
- {....نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة : 133]
- {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ .... } [المائدة : 73]
- {....قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} [الأنعام : 19]
- {.....وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة : 31]
- {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ...} [فصلت : 6]
- {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص : 5]
- {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ} [الصافات : 4]
- {.... وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [العنكبوت : 46]
- {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [إبراهيم : 52]
- {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} [النحل : 22]
- {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [النحل : 51]
- {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [الأنبياء : 108]
- {...فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} [الحج : 34]
- {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف : 110]
التوحيد مشتق من الواحد وكل مؤمن يعلم أنه ما تعلَّمت
العباد أفضل من التوحيد، والتوحيد نِهاية العِلم على
الإطلاق، وفَحْوى دعوة الأنبِياء جميعاً، والتوحيد هو الدِّين، لذلك التوحيد مأخوذ
من اسم الله الواحد. لكن التوحيد توحيدان: توحيد ربوبية وتوحيد ألوهِيّة، فَتَوْحيد
الربوبية أن تشهد أن الله سبحانه وتعالى واحد في ملكه، وهو الذي خلق ورزق وأعطى،
وهو الذي منع والذي رفع، وهو الذي خفض وهو الذي قبض و بسط وهو الذي أعزّ وأذلّ، هذا
توحيد الربوبية، لا رازقَ، ولا معطيَ ولا مُحْيِيَ، ولا مُميتَ، ولا مدبرَ لأمر
الكون كله ظاهراً وباطِناً إلاّ هو، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا تتحرك
ذرة إلا بِإذنه ولا يحدث حادث إلا بِعِلْمِه، ولا تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا يعزب
عنه مِثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، ولا أصغر ولا أكبر إلا أحصاها عِلمه وأحاطت
بِها قدرته ونفذت فيها مشيئته واقْتَضَتْها حِكمتُه، فتَوْحيد الربوبية أن تؤمن أنه
الواحد في تدبيره وفي ملكه.
أما توحيد الألوهية فَهُو أن تعبده ولا تعبد أحداً معه وألاَّ ترى له نِداً ولا مُدبِّراً ولا معطِياً ولا مانِعاً إلا هو، توحيد الربوبية رُؤية، لكن توحيد الألوهية أن تعبده وحده، والدين رؤية وعِبادة ؛ عِلم وعمل ؛ عقيدة وسلوك.
أما توحيد الألوهية فَهُو أن تعبده ولا تعبد أحداً معه وألاَّ ترى له نِداً ولا مُدبِّراً ولا معطِياً ولا مانِعاً إلا هو، توحيد الربوبية رُؤية، لكن توحيد الألوهية أن تعبده وحده، والدين رؤية وعِبادة ؛ عِلم وعمل ؛ عقيدة وسلوك.
أحاديث في أن الله واحد:
1-عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيها الناس:
إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا
لأحمر على أسود وأسود على أحمر إلا بالتقوى. روه أحمد.
2-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال
الله تعالى: كذبني ابن آدم وما ينبغي له أن يكذبني، وشتمني ابن آدم وما ينبغي له أن
يشتمني، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من
إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدا، وأنا الله الأحد الصمد، لم ألد ولم
أولد ولم يكن له كفؤا أحد. رواه البخاري وغيره.
3-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
لله تسعا وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، إنه وتر يحب الوتر، من حفظها دخل الجنة، وهي:
الله الواحد الأحد... الحديث. رواه ابن ماجه وأصله في الصحيحين.
4-عن عبد الله بن بريدة الأسلمي رضي الله عنه عن أبيه قال: سمع النبي صلى
الله عليه وسلم رجلا يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله
إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد. قال: فقال: والذي
نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.
رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان.
5-عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
تضور من الليل قال: لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السموات والأرض وما بينهما
العزيز الغفار. رواه النسائي في عمل اليوم والليلة، وفي الكبرى، وصححه الألباني.
توضيح :- قال البعض من المفسرين في قوله تعالى"
لمن الملك اليوم " أن هذا خطاب من الله سبحانه لمعدوم أي يكون في حال عدم وجود المُخاطب وهم الناس، لانه يقوله عند
فناء الخلق ثم هو يجيب نفسه فيقول : " الله الواحد القهار
"
ومعروف عند العقلاء أن كلام المعدوم سفه لا يقع من حكيم وهذا تفسير لا يجوز قوله على الله تعالى لانه خلاف للحكمة والعقول
والحق يُقال ان في هذه الاية ما يوضح الخبر عن
تقرير الموجود وهو قوله عزوجل : " لينذر يوم التلاق * يوم
هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ "ويوم التلاق هو يوم الحشر وفيه يكون تلاقي الخلق جميعا بالاجتماع أمام ربهم .
وقوله : " يوم هم بارزون " ،
يؤكد ذلك ، لان البروز لا يكون لمعدوم بل لموجود ، والمعدوم لا يوصف بظهور
ولا بروز . فدل ذلك على أن قوله تعالى : " لمن الملك
اليوم " خطاب للموجود لا معدوم .
ثم ليس في الآية أن الله تعالى هو القائل ذلك ، بل فيها قول غير مضاف إلى قائل بعينة ، فيحتمل أن يكون القائل ملكا أمر بالنداء فأجابه أهل الموجود آنذاك .
ويحتمل أن يكون الله تعالى هو القائل مقررا غير مستخبر ،
والمجيبون هم البشر المبعوثون ، أو الملائكة الحاضرون ، أو الجميع مع الجان
وسائر المكلفين .
الله الواحد عند المسيحين :-
يقول المسيحيون إن فكرة التوحيد لم تعد محط نقاش من جهة إيماننا بالله الواحد، لكن يبقى
السؤال المطروح هو: هل الثالوث المقدس يناقض أو يتعارض مع وحدانية الله ويدعون انه جاء في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد مايثبت ذلك:-
الله في العهد القديم:
يُذكر اسم الله بصيغة الجمع مثل "إلوهيم"، وأيضاً تتضح وحدانية الله في
الثالوث المقدس من خلال "الضمائر في اللغة" العائدة إلى الله (تكوين 1: 26)، (تكوين 11: 7)، (إشعياء 6: 8). أيضاً يتجلى الثالوث الأقدس من خلال عمل الروح القدس في العهد القديم (تكوين 1: 2)، (قضاة 6: 43).
ولكنهم بعد هذا يعودون للتهبلات المعهودة فيهم فيقولون أن الطبيعة الإلهية يمكن أن تتّحد بالطبيعة البشرية؟ وذلك يتم بكيفية غير مستحيلة فالاتحاد بين الطبيعتين لم يُخِلّ أبداً
بمقام الله .أما عن كيفية هذا
الاتحاد فيجيب أحد اللاهوتيين قائلاً:
"اتخذ الابن لنفسه ناسوتاً (طبيعة
بشرية) خالياً من الخطيئة خلواً تاماً. إنه مع اتحاد اللاهوت بالناسوت
(الطبيعة الإلهية بالطبيعة البشرية) قد احتفظ كل منهما بخصائصه، أي "لم
يتحول اللاهوت إلى ناسوت و"لم يتحول الناسوت إلى لاهوت" (أي لم تتحول
الطبيعة الإلهية إلى طبيعة بشرية ولا الطبيعة البشرية إلى طبيعة إلهية)،
لأن هذا الاتحاد ليس امتزاج الواحد بالآخر بل هو وجودهما معاً في ذات واحدة
بوحدة كاملة دون اختلاط أو امتزاج أو تغير. إنّ السيد المسيح له خصائص
الناس وخصائص اللاهوت معاً، ومن هذا نفهم أن هذا الاتحاد لم يترتب عليه
تأثر اللاهوت (الطبيعة الإلهية) بأي مؤثر، فاللاهوت بقي لاهوتاً والناسوت
بقي ناسوتاً.
والله أعلم.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقاتكم تسرنا شكرا لمروركم